![]() |
استراحة صانعة القش ، لوحة للفنان الفرنسي جوليس بريتون المولود 1 مايو 1827 و المتوقي عام 1906 ، زيت علي كانافاه ، نفذها عام 1872 . |
المصدر: مدونة فنون جميلة
الفن هو حافظة الذاكرة البصرية التي منها نستطيع أن نستخرج ما يلزمنا منها متي شئنا و نستطيع أن نعتمد علي المعلومات البصرية الواردة من حقل الفن و نثق بها باعتبارها وثائق تحوي معلومات تستحق أن توضع جنبا إلي جنب مع الوثائق الرسمية المقروءة ،بل لا أبالغ إذا وضعناها قبل الوثائق المقروءة في توثيق نوعية معينة من المعلومات. الفنان جوليس بريتون و الذي عاش قبل قرنين ترك عدد من اللوحات التي يجسد فيها طبيعة حياة الشعب الفرنسي في هذه الحقب الزمنية و طبيعة الأعمال التي كان يستدر منها الإنسان الفرنسي دخله و كذلك شكل ملابسه و بيته و بيئته علي وجها لعموم ،باختصار نستطيع أن نعتمد علي لوحاته في تحديد كل ما يتعلق بثقافة عصره و كذلك الكثير من الفنانين الذين عرفوا طبيعة الفن باعتباره وعاء يمكن حفظ ثقافة المجتمع فيه. في اللوحة نري سيده عامله فرنسيه!!بالطبع هي ليست كفرنسيات العصر الحديث الشقراوات المغريات،بل هي أمراه كادحة فقيرة فلاحه مثل مصريات العصر الحالي لكنها تختلف تماما عن بنات بلدها العصريات. فلاحه فرنسيه ملابسها بالطبع هي ملابس ذلك العصر و التي لو خرجت بها فرنسيه هذه الأيام إلي الشارع لعدت من بنات العالم الثالث لأنها تعتبر قريبه جدا منهن الآن و لا تمت بصله إلي فرنسيات عصرنا.ملابس فتاه مكونه من عدة طبقات لا جمال فيها بل هي فقط لستر البدن بتفصيل و ألوان لا ذوق فيها بمقاييس اللحظة الانيه. عملها هو جمع القش و التبن من الحقول و تخزينها باجر يعطيه لها اصحاب الارص،و هي مهنة اساسيه في مجتمع نمطه الحضاري يعتمد علي الزراعه قبل ان تسود فرنسا عصر الثورة الصناعية .الوان اللوحة لا تعليق سلبي عليها فالاضاءه بمصدرها الجانبي الامامي تضيء نصف وجه الفتاه و ما ظهر من بدنها و القت بظلالها علي الارض فابرزت جسدها في اللوحه ،لكن اقتراب لون ملابسها من لون الارض و ان كان داكن جدا عنها الا انها جعلت الفتاه جزء من التكوين العام من الناحية اللونيه و كذلك من الناحية الوظيفية فالارضية بصخورها المخضره و النباتات المنتشره توحي بالطبيعة الزراعية للمكان و تعرف بان الفلاحة في موقع عملها القريب من مصدر للمياه و كذلك نري ان العامله تمسك بادوات عملها و فيها ما يشبه المغزل ،و لنا ان نسال:من اي مصدر كنا سنعرف ادوات عمل هذه المراة و كيفية ممارستها لعملها و شكل ملابسها الا من خلال مصدر بصري لللمعلومات؟تلك هي وظيفة الفن او احدي وظائفه.حفظ التراث الماضي من الضياع. تنظر الفتاة بتامل و عمق امامها و كانها تنظر الي شيء غير مرئي!!شيء بعيد عن عيون الناظرين ،كانها تنظر الي المستقبل المامول الذي تنتظره و تتمني ان تعلو فيه حياتها بعيدا عن هذا الواقع الغير مريح. تري هل لو عادت هذه اسيدة حيه الي بلادها الان،هل ستستطيع التعرف علي بنات جنسيتها بصورتهن الجديدة و هل ستقبلها فتيات العصر الحديث ام انها ستكون منبوذه باعتبارها من بنات العالم الثالث !! و هل نعتبر ان بنات جنسيتها حققن الان ما كانت تتمناه منذ قرنين من الزمان؟
الفن هو حافظة الذاكرة البصرية التي منها نستطيع أن نستخرج ما يلزمنا منها متي شئنا و نستطيع أن نعتمد علي المعلومات البصرية الواردة من حقل الفن و نثق بها باعتبارها وثائق تحوي معلومات تستحق أن توضع جنبا إلي جنب مع الوثائق الرسمية المقروءة ،بل لا أبالغ إذا وضعناها قبل الوثائق المقروءة في توثيق نوعية معينة من المعلومات. الفنان جوليس بريتون و الذي عاش قبل قرنين ترك عدد من اللوحات التي يجسد فيها طبيعة حياة الشعب الفرنسي في هذه الحقب الزمنية و طبيعة الأعمال التي كان يستدر منها الإنسان الفرنسي دخله و كذلك شكل ملابسه و بيته و بيئته علي وجها لعموم ،باختصار نستطيع أن نعتمد علي لوحاته في تحديد كل ما يتعلق بثقافة عصره و كذلك الكثير من الفنانين الذين عرفوا طبيعة الفن باعتباره وعاء يمكن حفظ ثقافة المجتمع فيه. في اللوحة نري سيده عامله فرنسيه!!بالطبع هي ليست كفرنسيات العصر الحديث الشقراوات المغريات،بل هي أمراه كادحة فقيرة فلاحه مثل مصريات العصر الحالي لكنها تختلف تماما عن بنات بلدها العصريات. فلاحه فرنسيه ملابسها بالطبع هي ملابس ذلك العصر و التي لو خرجت بها فرنسيه هذه الأيام إلي الشارع لعدت من بنات العالم الثالث لأنها تعتبر قريبه جدا منهن الآن و لا تمت بصله إلي فرنسيات عصرنا.ملابس فتاه مكونه من عدة طبقات لا جمال فيها بل هي فقط لستر البدن بتفصيل و ألوان لا ذوق فيها بمقاييس اللحظة الانيه. عملها هو جمع القش و التبن من الحقول و تخزينها باجر يعطيه لها اصحاب الارص،و هي مهنة اساسيه في مجتمع نمطه الحضاري يعتمد علي الزراعه قبل ان تسود فرنسا عصر الثورة الصناعية .الوان اللوحة لا تعليق سلبي عليها فالاضاءه بمصدرها الجانبي الامامي تضيء نصف وجه الفتاه و ما ظهر من بدنها و القت بظلالها علي الارض فابرزت جسدها في اللوحه ،لكن اقتراب لون ملابسها من لون الارض و ان كان داكن جدا عنها الا انها جعلت الفتاه جزء من التكوين العام من الناحية اللونيه و كذلك من الناحية الوظيفية فالارضية بصخورها المخضره و النباتات المنتشره توحي بالطبيعة الزراعية للمكان و تعرف بان الفلاحة في موقع عملها القريب من مصدر للمياه و كذلك نري ان العامله تمسك بادوات عملها و فيها ما يشبه المغزل ،و لنا ان نسال:من اي مصدر كنا سنعرف ادوات عمل هذه المراة و كيفية ممارستها لعملها و شكل ملابسها الا من خلال مصدر بصري لللمعلومات؟تلك هي وظيفة الفن او احدي وظائفه.حفظ التراث الماضي من الضياع. تنظر الفتاة بتامل و عمق امامها و كانها تنظر الي شيء غير مرئي!!شيء بعيد عن عيون الناظرين ،كانها تنظر الي المستقبل المامول الذي تنتظره و تتمني ان تعلو فيه حياتها بعيدا عن هذا الواقع الغير مريح. تري هل لو عادت هذه اسيدة حيه الي بلادها الان،هل ستستطيع التعرف علي بنات جنسيتها بصورتهن الجديدة و هل ستقبلها فتيات العصر الحديث ام انها ستكون منبوذه باعتبارها من بنات العالم الثالث !! و هل نعتبر ان بنات جنسيتها حققن الان ما كانت تتمناه منذ قرنين من الزمان؟